سجلت مبيعات أحدث هواتف آيفون من شركة آبل في الصين ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 20% خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من إطلاقه، مقارنةً بالطرازات السابقة في عام 2023.
تعتبر هذه الزيادة بمثابة علامة إيجابية لجهاز آيفون، الذي واجه صعوبات في اكتساب الزخم في أكبر سوق للهواتف الذكية عالميًا.
وفقًا لبيانات شركة Counterpoint Research المقدمة إلى بلومبرج، يتفوق آيفون 16 حتى الآن على سابقيه، حيث شهدت مبيعات طرازي Pro وPro Max، الأغلى ثمنًا، زيادة بنسبة 44% مقارنةً بالعام الماضي.
على الرغم من أن هذه الأرقام تعكس فترة زمنية قصيرة، إلا أنها تشير إلى أن إطلاق آبل لعام 2024 أفضل من العام الماضي. وعلق المحلل إيفان لام من Counterpoint، بأن مشكلات الإنتاج قد أثرت سلبًا على مبيعات سلسلة iPhone 15 في البداية، بالإضافة إلى المنافسة القوية التي تواجهها آبل من سلسلة Mate 60 من شركة Huawei، التي حازت على رضا المستهلكين بفضل معالجها المصنوع محليًا.
وأشار لام إلى أن "زيادة الإنتاج، واستراتيجية التسعير الثابتة، والموجة الأولية من الترقية من قبل مستخدمي آيفون الحاليين، ساهمت في نمو سلسلة iPhone 16 بشكل كبير في السوق المحلية"، كما أضاف أن مزيج المنتجات قد تحسن بشكل ملحوظ.
وفي سياق متصل، ارتفعت أسهم شركة آبل إلى مستويات قياسية هذا الأسبوع، نتيجة للتفاؤل بشأن طرح أجهزة iPhone التي تدعم تقنيات الذكاء الاصطناعي.
لكن المحللين حذروا من أن أداء آيفون 16 قد يتأثر سلبًا في الصين، نظرًا لغياب شريك محلي لدعم ميزات الذكاء الاصطناعي، خاصة مع القيود التي تفرضها بكين على النماذج المستوردة، مما قد يضطر آبل للبحث عن شريك محلي مثل شركة Baidu.
وعلى الرغم من البداية القوية، يواجه آيفون 16 تحديات كبيرة من المنافسين المحليين، حيث لا تزال الصين تحتل المرتبة الأولى كسوق الهواتف الذكية الأضخم في العالم، ووفقًا لتقديرات الرئيس التنفيذي لشركة آبل، تيم كوك، فإنها تعتبر الأكثر تنافسية.
تظل هواتف آيفون عنصرًا أساسيًا في استراتيجية آبل، حيث تمثل حوالي نصف إجمالي المبيعات، كما تجذب المستهلكين نحو ملحقات مثل Apple Watch وخدمات الاشتراك مثل Apple Music. ومع ذلك، يبقى سوق الهواتف الذكية راكدًا لسنوات، ومن المبكر تقييم نجاح الجيل الجديد من الآيفون خلال فترة طرحه بالكامل.
تأتي انطلاقة آيفون 16 بعد عام 2023 الصعب، الذي شهد فيه ثاني أكبر اقتصاد عالمي صعوبات في التعافي من آثار جائحة كوفيد-19. وقد تفاقمت التحديات الاقتصادية في 2024 بفعل أزمة العقارات، مما قد يدفع بعض المستهلكين الصينيين للتأني في القيام بعمليات الشراء الكبيرة حتى بداية التخفيضات المرتقبة في يوم العزاب في نوفمبر من هذا العام.